هو الصليب من جديد

الحبيب القريب الغريب مثلي عن كلّ هذا الحفل وألوانه الصاخبة،
صديقي ونديمي..
نديمي الذي من الجمر ملبسه،
الكبير شربل بعيني،
هوّ الصليب من جديد..
حينا من الخشب الإبنوز..
وحينا من سيخ الحديد.
وأنت الذي تحمل صليبك أيّها المرتحل في مدن الرّوح البعيدة،
أراك تطبطب على كتفي كلّما أحسست أن ّ الوهن نال منّي.
وأنّ صوتي قد يخون أمانة الأغنيّة الحزينة.
وأنت الذي مذ عرفته، جوّال بين أوديّة الكلمة المعتّقة..
تكلّف نفسك الأمرين حتّى تقطف للأحبّة خير الفاكهة من شجر الرّمان المعتّق..
تقلّم عن الأشواك شرّها، وتقشّر من دمعتك مرّها، لينتشي الزوّار بمرح الحكاية..
تلك الحكاية التي تنغرز في اصابعك ولسانك أغلب الأوقات.
عرفت من خلالك صباح استراليا..
فتنة ليل البلد البعيد.
عرفت من أخبار الشطّار ومن ظلم الأهل والعشيرة والدّار..
ما كدت معه أحسبني لم أغادر يوما ذلك الوطن الذي لم يكن قبل ذلك،
إلاّ مساحة شاسعة تتقافز في تربتها إناث الكونغورو،
حين موسم فتنة الخصب.
عرفت كلّ ذلك منك أيّها الكبير..
قبل أن تأخذك ليلى عنّا أو تكاد..
عرفت كلّ ذلك منك..
وأحبّ ليلى كما يحبّ كلّ قيس ريح الجنوب.
فما بالك تسألني عن أمر هوّ بعض حقّك عليّ؟
محبّة يا غالي..
***