هدية صلح

العزيز،
المبدع،
الصّديق،
الغالي شربل بعيني
قَلْبِي يَتَوَسَّلُ أَنْ أَلْهُو
وَالْعَقْلُ يُنادِينِي: إِعْقَلْ
ها أنّك تعربد من جديد في حجرات قلبي،
وتطلّ من كوّته الوحيدة،
ملوّحا للأزرق بمنديل خاصّ لا يمسّه غير أحبّة أرتضي ملامحهم
وأفكّ طلاسم أنينهم
ها أنّك، تهيّج علينا كلّ الخيول العربيّة،
فننهض بغضبة الأعراب لردّها إلى غابة حزننا المتشابكة.
بيان ضدّ الثّلج،
بيان ضدّ الموت،
بيان ضدّ ممالك اللاّحبّ قصيدك هذا. وقصيدتك هذه.
كما الرّوح، كما السكّين، لا مذكرّ تتطاول غلظته، ولا مؤنّث تميع أنّاته….
كذلك هوّ هذا- هذه القصيدة القصيد.
أَرَقُ الْعُشَّاقِ أُكابِدُهُ
وَأُعانِي مِنْ لَيْلٍ أَطْوَلْ
أيّ صفاء هذا، كبرياء اللّغة ونقائها،
وأنين الجرس يقرع كلّ الطّبول
ويبلّل صدره بدموع حارّة،
تهبط بردا وسلاما..
كأنّها تنادى: السّلام السّلام،
أيّ توهّج وصدق خيطاه اللّغة المتينة الحرّة النّاضجة الدّانيّة القانيّة الرّانيّة،
والردّة لزمن العواطف العواصف التي تهدّ الجبال وتهزّ البحار الوديعة.
كأنّني أسمع صوت الرّيح…
كأنّني أرى اللّون يمشي،
كأنّني عند باب القصيدة - بكرا - أبيّة تتمنّع على الغرباء.
أفسدت قصيدتك نومي هذه اللّيلة،
سأعود إليها كي أصالح نفسي وكلّ حبيبة خنتها وقايضتها بوعود الشّعر ووجع الكتابة.
سأعود مستغفراً، تائباً..
وأقدّم قصيدتك هذه هديّة صلح.
ومهرا لكلّ عروس من بنات - ذاكرتي -
ومن عصافير غابات حزني البعيدة.
أنت تعيد لنا الثّقة في الشّعر،
كونه أوسع من ذائقة مؤطّرة…
وأنّ الأجناس، والطّرق، تفاصيل، خارج الشّعر أصلا.
شكرا أيّها الرّائع.
شكرا لكلّ هذا الشّعر والشّاعريّة.
محبّتي الصّادقة
**