فوانيس المحبة
حبيب الجميع،
صاحب فوانيس المحبّة شربل،
أنـــــا الــمــكــوّر كالــلــّوز الفـجّ.
خـاتـم رسائــل حــبّه .
أنا النــّابض فـــيه.
وإنــيّ الـــنّداء والخـــباء.
أشجــــــار عــفــصٍ، مـنـذورة ثـمارها لرموش النّسـاء.
الأســـود الأخــدود، ومــلـح الجـفون الذي لا يــخـون أنا.
أسوق جمر الحزن للمناديل الورديّة
وأقـــــــرع طــــــبــــــــولــي لأدلّ السّــــائـــلـيـــن وقـــطـّاع طـرقيّ عـليّ.
وأدلّ الـعـابـريـن.
آيــتي اللّيل والقمر ورجع الأنــيــن.
أنا البدء فيه.
وانّي الرّحيل والمنتهى فعلام لا يراني، بعيونه كلّها؟
وعلام يصمّ آذانه فلا يوجعه هذا البكاء؟
أأصالحه، مثخّنا بجراحه فيعرض عنّي وينكرنيّ.
وأقرع كلّ طبولي على شفرة لا يخطأ جمرتها :
أن هذي عروقي، رسل الصّلح إليك.
**
لم أذنب سيّدي فسامحني.
واغفر زلّة، لم آتها بعد.
هاك ما قلت محبّة.
وشرائط آثامك هاك.
مضمّخة بالوجع المراق.
ومزيّنة بألوان الخمر المعتّق والجمر الدّفين
وفتاوى الوشاة والعابرين.
خفّف عقابي، سيّدي، عن ذنب لا أراه.
وادفع لي بأحبّة، لحاجة قد تفيض.
أشير بدهشة صوب خبائهنّ بسهامي
فتقصدها قوافل المرّ والندّ وذاك البعيد.
أَتحفظ قرآن النجوم والكواكب كلّها
وتعرف من عناوين اللّيل ألف بيت وتبكيني،
وأبكيك حتى رعدة الفجر وتخبّأ في صناديقي،
ثقل أسرارك كلّها ثمّ تنكرني، كأنّيّ الخائن؟
لم يتّسع وقتك لتعرفني، ولم تتخذني يوما نّديما.
**
لست الخائن. ولست زير النّساء.
هنّ كتابي اليمين.
واضع حرجي عند يقين اليقين.
فعلام أعتذر عن ذنب لا أراه.
النّار السّلام أنا.
أنا الذي يفكّ القيد
ويرفع حرج النّساء .
أقشّر خشب توابيت الصّمت
وأصارع الوحش فيهنّ؛ النّساء.
**
لم أخن ولم أذنب كي أتوب.
أأتوب عن تخليص سبائك النّار من النّور؟
ترى حفير جراحي وتسمع أنيني وزفيري.
فتحسبها سياط الذّنوب.
يا وحدي المرّ…
أحرق بخوري عند كلّ أصيل.
كل بيت دخلته قبّلت حناياه
وأحرقت ملحي لقراه
فتضوّع دخان بخوري وأعشابي عند مفاصل كوّاته وزواياه.
هنّ حروفي وطلاسميّ.
هنّ النّساء.
هنّ نون الضّاد في أدمعي.
وأنا مفتاح القلوب المسنون من خشب الصندل.
أنا المسكون بمصابي والحنين
منذور نبضيّ للأنين.
لفتح مغالق الياقوت في خبايا صدورهنّ.
وشفاههنّ.
وخبايا الكبد واللّسان،
وما لا تعرفون فيهنّ.
النّار والنّور في مدافئهنّ.
وقدري أن أكون رسولهنّ
بنارهنّ أحترق ولا أشكو لهنّ
أنا خشب الصندل المعطّر بريح السفن القديمة.
وهنّ الأتون.
فهل سمعت سيّدي عن خشب، لا يخشى نار الأتون؟
**
أنا النون.
الصخب والسّكون.
سقيت من آبار دمي كل ظمآن
وسوّيت انحراف القوس وزغريدة العرس بنسغي الحنون وخواض الحنّاء.
لهنّ.
هنّ.
ودموع الأمّهات الواقفات عند بابهن.
المتّكئات عليّ بأظافرهنّ.
هنّ.
وتهجّأت فيهنّ الحرف الحرام.
أغمسه في دمي المدام.
وحين يتسلّق أسوارنا المنام.
ويعود لأعشاشه طير الغمام.
وترتخي ضمائد الجراح.
وتسكن أوجاع القروح.
وتعانق الرّوح،
مفاصلها الرّوح.
يصرخ السندباد فيّ.
ويصهل الوحش المبلّل بطين أوديتي.
أراني أعود، كما الطفل الوليد.
يتحسس بأصابعه حروف أسمائهنّ.
هنّ.
اللّواتي عرفتهنّ.
كما هنّ.
**
لست المذنب سيّدي، لا. ولا الخائن.
ولست زير النّساء.
أنا قلبك. وهنّ كتابي اليمين.
هنّ الواضعات حرجي، عند يقين اليقين.
ألف…كاف…عين وميم.
صاد… ضاء… دال وسين.
لكلّ الأسماء ميناء واحد.
تحضنه السّفن الغريبة إلى حين.
فعلام تطرق بابا، لست تقصده.
وعلام تصمّ آذانك دون هذا الأنين .
محبّتي يا شربل
**
