تربة الواقع

العزيز الأستاذ الكريم شربل بعيني
شكراً جزيلاً على رسالتك المؤثّرة، والتي تشي بالكثير من نبلك، وتكشف بنفاذ عن معدنك الصّافي، وسموّ نفسك.
عموماً، هيّ فرصة لأحيّيك من جديد، والحقّ الحقّ، أنّني كنت كثيراً ما صرّحت بانّ ما تكتب، ينشر جوّا خاصّاً في الموقع، من الصّعب أن تحاكيه نصوص اخرى، فأنت تتحدّث بدون عقد وتداخل. أنت تكتب للنّاس عن النّاس بلغة النّاس، فإذا لم يكن ذلك غاية التّواصل، فبئس الكتابة؟.
أنت رسمت خطّاً واضحاً، بيّناً، بسيطاً عميقاً، تماماً مثل بساطة وعمق شارلي شبلن ملهمي الكبير. نصوصك ضاربة بجذورها في تربة الواقع تنتحل منه مشروعيّة تحبيرها، وخصوصيّتها أصلاً، فأرجو أن تحافظ على هذه البساطة العسيرة المنال. وأرجو أن تجمع في كتاب نثري أو أكثر لأنّ أغلبها يمثّل التّاريخ البديل للمهاجرين باسترليا. وهذا رائع.
مرّة أخرى شكراً. ولك من مونيخ كلّ بهجة الصّباحات البكر. والأبكار.
لاتتصوّر كم تعجبني كلمتك، كلّما شطّ أحد القرّاء في البلادة. كلمتك حين تكتب له آخر التّعليق- ثمّ أنّني أعرف أنّني سأرى الله. أنا مسلم، ولكنّني حين أقرأ عبارتك، أشعر بأنّني مسؤول أن اكون شاهداً على ذلك، ذلك أنّ الله ايضاً في قلبي، وهو رحب ومتواضع بشكل أنّه لا يتردّد في حضور قداس يوم الاحد بكلّ الكنائس ليسافر ويحطّ يوم الجمعة في كثير من القلوب الأخرى، مارّا يوم السّبت بمضارب تبكي حقّا من الوجد لوجوده، بعيدا عن مشاكل الأرض الزّائلة.
**