فتنة العبارة.. وأنوثة البحر

الحبيب القريب الغريب مثلي عن كلّ هذا الحفل وألوانه الصاخبة،
صديقي ونديمي..
نديمي الذي من الجمر ملبسه،
الكبير شربل بعيني،
غبت طويلا أيها المتفرّد المحلّق في جبروت الأغنيّة المعتّقة واللحن العذب
غبت وشغلتك عنّا سفن ليلي وزينتها البهيّة..
قرأت قصيدتك، فاعترتني من الرّهبة والوجد رعدة فزعت فيها بآمالي إلى القيروان..
حيث لم تعد للأسوار معنى غير الذكريات..
والخال المرسوم وشما في صولجان الذاكرة المثقّلة بالحنين..
وحقّ لي أن أزهو بقصيد يرجعني إلى ألفة لم تيبس أوراق شجرتها منذ ثلاثين.
مزّملا.. قرأت قصيدتك
مكتظّا بكلّ هذه العبارة المارقة،
أعيد قراءة نشيدك وأهزّ رأسي مستنشقا ما يعيده صرير الرّيح من ريح المناديل المعقودة للوعد وبعض عطر العتاب.
شكرا … أيّها البلبل الشحرور الحسّون المالك الحزين..
شكرا وأنت تركبها الرّيح وتركبنا كلّ ملحها الأزرق في هذا الزمن الوطن الشحيح..
هذا الزّمن الذي تكاد كليتيه تنفجران غيظا من كلّ هذا الزّور وكلّ الشعر العهن المغشوش المرشوش المنفوش.
شكرا أنّك ملاّح بين قلّة، يعيد فتنة العبارة، وانوثة البحر لبيت الشعر الصافي..
شعر الينابيع،
مسيح كلّ الآثام والدنس الإبداعي المسقط.
كلّي إمتنان لهذا القصيد الذي حملني إليها وحمّل عطر مناديلها إليّ…
محبّة يا غالي.
**