مداواة بالحب

من المؤسف حقّا ان يصل التوتّر بالبعض لحدود العنف اللّفظيّ. هذا تشنّج لا يخدم أحداً، بل هوّ مدعاة للرّثاء لهذا البؤس الثّقافي الذي لم يخلُ منه درب من الدّروب في يوم ما على كلّ حال. ولكنّها دروب لا تفضي للأسف إلاّ لتقاطعات متاهة تفضي بدورها لمتاهات أخرى حالكة. عموما هذا رأيي فيما خربشه القارئ أو القارئة سماح والمجهول الذي حاول أن يمكر في القذف والشّتيمة بتشطير أسم شربل (شر.. بل) وتقسيمه إلى مصدر من حرفين وفعل أمر من حرفين. وكم وددّت لو خصّص فهلوته اللّغويّة فيما قد يقدّمه قيد أنملة بعيدا عن السّباب الذي لن يضيف إليه غير بقاء اسمه كما أمضى به - مجهول - ألا توافقني الرّأي يا مجهول ؟؟؟ بالنّسبة لسماح، فما خطّته - بدون تعليق.
أنا شخصيّا أعتقد أنّ الأخ شربل بعيني قد جندلهما بسيف الحبّ. وصرعهما بتعاليه عن الردّ. يذكّرني موقفه وردّه بقصّة الفرعون الشّاب أخناتون الذي نظر جزعا لرئيس شرطته وهو يدخل عليه شاهراً سيفه ومقسماً للملك الشّاب بأنّه سيجندل كلّ من يقترب منه من المتجمهرين في بهو القصر بتحريض من الكاهن الأكبر بغية قتل مليكهم الشّاب. نظر إليه وقال : إغمد يا هذا سيفك، وداوِ النّاس بالحبّ، فإن لم يداوهم الحُبُّ فسيداويهم المزيد من الحُبِّ.
من ناحيّة أخرى فالأخ شربل بعيني ينشر جوّا خاصّا طريفا أسلوباً ومؤلماً مضموناً. تماماً من فُـتاة وبقايا مائدة الحياة. ثمّ أنّ الرّدود التي ترد أحيانا تزيد الملح بهاراً، وتذكيه، فتكون القراءة متعة مزدوجة وكاستراحة المسافر المتعب من الدّروب بين الـ (… دروب).
تحيّاتي ومودّتي إذن يا أخ شربل، أنت لم تدّع يوما أنّ ما تكتبه أدباً، إنّما هيّ مقالات تتعرّض لظواهر اجتماعيّة بأسلوب لبنانيّ طريف. لهذا ولكلّ ذلك، فنحن في انتظار مقالك القادم، ساخناً من استراليا, مضمّخاً بروح الزّعتر والهيل والمازة اللّبنانيّة.
مودّتي واحترامي..
**